Saturday, June 6, 2009

-3- ظمأ العقول


استيقظت تهانى كعادتها اليومية كل صباح فى محاولة لفقد كل طاقتها فى اعمال المنزل حتى تنام ولا تشعر باى شىء, لا فكر ياخذها الى ما تفعله صديقاتها او اقاربها او زوجات اخويها باسل و فهد , فهم دايما ما يمارسون عليها انواع التفاخر بما يفعلونه وما يقومون بشراءه و سرد تفاصيل الاماكن التى يتنزهون اليها كعادتهم الاسبوعية. وما ان ينتهى حديثهم المعتاد كل مرة -حيث تستمع اليهم تهانى فى اصغاء تام-تجد ذاتها فور دقائق من اغلاق الحديث واياهم دموعها تنهمر بغزارة على حالها مع سعيد, و فقدانها لتلك الاشياء.ولكنها لم تجد الجديد لتفعله فقد انتهت بالامس من اعداد وجبة اليوم وليس هناك ملابس لتقوم بتنظيفها ولا اثاث ولا زجاج لتلمعه كعادتها.ولكنها سارعت وتذكرت ما كانت تفعله ايام خطوبتها وهى ان تحدث سعيد عبر الهاتف المحمول ,واخذت تستعد فى الضغط على ارقام الهاتف وهى تنغم الارقام فور ضغطها على كل رقم ,ودق الهاتف وما ان اجاب سعيد عليها وجدته يلهث انفاسه.فقد فضل ان يصعد عمله الى العيادة فى الدور العاشر دون الاستعانة بالمصعد فتلك رياضة يجب على كل عاقل ان يقوم بها.هذا ما اخبرها به سعيد .وحينما حاولت ان تساله عن موعد عودته ,راح يحدثها بانه لا يعلم بعد, وان سؤال مثل ذلك يعد من اسئلة الغباء التابعة لكل زوجة لزوجها وعليها ان تكف عن السؤال. وتلك هى تهانى التى استقبلت الكلمات فى صمت وابتسامة التعود الملحوظ عليها. فهى فى مثابة الزوجة الطامعة فى ارضاء زوجها والتى تسعى دايما ان تحمل جميع اعباءه وهمومه ومشاكله برغم ما تشعر هى به. فما ان انتهت المحادثة بينهم,اغلقت الخط فور ملاحظته لها بان كثرة الحديث عبر الهاتف ستاتى عليه بالكثير من النقود ليدفعه فى مقابل تفاهات تقوم هى بها .واخبرها ان التلفاز هو الشىء الذى عليها ان تلجأ اليه , وانه عليها الا تذهب الى اى مكان حتى ان يعود مساءا من عمله
>>...


---
إمضاء
انا ونفسى

No comments:

Post a Comment